تسعة أشهر لم يتقاضَ اللاعبون رواتبهم المتواضعة. حالهم كحال الجهاز الفني، قبل أن يعلن الاعتكاف فيتم دفع شهر واحد مع وعود بتسديد المستحقات. منذ شهر شباط لم يتقاضَ اللاعبون ومدربوهم أيّ أموال.
نجح فريق الشباب في التغطية على الصورة الضبابيّة من خلال إحرازه اللقب، لكن فريق الأشبال كشف الحقيقة. السبب أن الشباب (دون 19 عاماً) قادرون على «تسيير» أمورهم والحضور إلى التمارين والمباريات. «بعضهم يعمل فيؤمّن مدخولاً، أو يأتون على دراجة أو مع صديق أو حتى بـ«الفان». لكن الأشبال دون 14 عاماً لا يستطيعون ذلك. وإذا لم يقم الأهل بنقل أولادهم لا يمكنهم المجيء إلى التمارين أو المباراة.
أمرٌ تكرر في أكثر من مناسبة. تمارين الأشبال لا تضمّ أكثر من عشرة لاعبين بسبب غياب معظمهم كونهم لا يملكون المال للمجيء إلى ملعب النجمة في المنارة. مباريات لفريق الأشبال يغيب عنها ثلاثة أو أربعة لاعبين، نتيجة عدم قدرتهم على الحضور إلى الملعب، خصوصاً الذين يعيشون في الجنوب، أو في مناطق بعيدة عن العاصمة بيروت.
صرخة أهالي اللاعبين عَلت فكان اجتماع مع رئيس النادي أسعد صقال، الذي أعطاهم وعوداً جديدة بدفع المستحقّات. لا يخفي الأهل استياءهم من إهمال الإدارة، فيقول أحدهم: «هل يعقل أن لا يكون هناك احتفال بفريق الشباب على ملعب المنارة وبغياب أيّ عضو إداري؟». في مباراة التتويج في بحمدون وبعد الفوز على العهد لم يكن في صورة التتويج سوى محامي النادي محمد عراجي. هو ليس عضواً في الإدراة. لا يوجد أيّ عضو إداري حضر التتويج. قبل أسبوع الرئيس حضر وحُمل على الأكتاف بعد ضمان اللقب. صورة واحتفال وأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد كل هذا لا رواتب ولا مكافآت. توجّه اللاعبون مع أهاليهم إلى ملعب النادي في المنارة للاحتفال. انتظروا نصف ساعة حتى انتهت إحدى الأكاديميات من تمارينها كي يدخلوا إلى الملعب. لم يجدوا من يحتفل معهم، أو من يحتفي بهم.
فريق شباب النجمة أحرز لقب البطولة من «اللحم الحي». أمين السر أسعد سبليني، بحسب ما نُقل عنه «يشعر باليأس» ولم يعُد لديه ما يقوله للاعبين والأجهزة الفنية ولا لأهالي اللاعبين. عدد منهم يواظبون على حضور التمارين. أهالي حسين سعادة، محمد أبو ملحم، عمر بكداشي، طارق مسرّة، أحمد علاء الدين، محمد صفي الدين وغيرهم الكثير يضحّون من أجل أولادهم لكن لا يحصلون سوى على الوعود.
لم يحصد فريق أشبال النجمة أي نقطة في ست مباريات لعبها
الحديث هو عن فريقي الشباب والأشبال، لكن بنظرة هادئة، يغيب أيضاً فريق الناشئين (مواليد 2002-2003)، من دون أي إجابة. البطولة تنطلق في 6 كانون الثاني وحتى الآن لا يوجد لا فريق ولا مدرب، ولا أي شيء يدل على التحضير أو المشاركة. في المرحلة السابقة كان محمد ابراهيم هو المدرب والجندي المجهول في الفئات العمرية. جرى الاستغناء عنه ولم يتم تعيين بديل. وحدهما فليفل وعوالي ومن خلفهما سبليني يحملون «صليب» الفئات العمرية على درب جلجلة الإهمال والشح المادي.
ومن بعد كل هذا، يأتي السؤال لماذا فريق النجمة يعاني، ويُتّهم اللاعبون بعدم الانتماء وأحقية ارتداء القميص. الأنصار وقع في هذا الفخ سابقاً ودفع ثمنه غالياً. تعاقدات بالجملة وأموال طائلة من دون جدوى. هناك يوجد مدرّب يدعى غيثان صيلمي. من نوعية فيلفل وعوالي. يحبون ناديهم ويدركون أهمية الفئات العمرية. النجمة يسير على طريق الأنصار، في حين أن العهد يقدّم للفريق الأول اللاعب وراء الآخر من مدرسته، في وقت يقضي المسؤولون عن النجمة على مواهبهم الصاعدة والواعدة. علي الحاج مثالاً.
يعيش نادي النجمة مرحلة دقيقة اليوم، والجميع يعرف أن من يرتدي قميص النادي منذ الصغر، يعرف تماماً قيمته، وبالتالي ليس مستغرباً كلام البعض عن أن الأموال واستقدام اللاعبين لا يأتي وحده بالبطولات، وإنما الأساس يكون بالاهتمام بـ«خزان» المواهب في أيّ نادٍ، للمراكمة وتحقيق الإنجازات في المستقبل.